شعبة الدراسات التخصصية في زيارة الأربعين

الحاجة "ام لفتة" رغم كبر سنها تواصل في خدمة زوار الأربعين الحسيني

نشر في 2025-08-02 04:46:36
الحاجة "ام لفتة" رغم كبر سنها تواصل في خدمة زوار الأربعين الحسيني

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ وصلت الى العقد التاسع من عمرها، ومنذ كانت طفلة ربتها أمها ومن خلفا جدتها على حب الحسين (عليه السلام) ولبس السواد في مأتمه، وخدمة زواره في احلك الظروف الاقتصادية، وأكثرها قسوة امنية، وربت أجيال بعد أجيال على هذا العشق الحسيني، ومع اول انطلاقة للزائرين بعد سقوط الطاغية، نصبت اول موكب في نزلت الطار الترابية وهي ارض جرداء، وجلست تعد الشاي بطريقة المزارعين حيث موقد الفحم وسواد الابريق ونكهة اهل الجنوب، وما زالت منذ (80) عاما تخدم زوار ابي عبد الله الحسين (عليه السلام).

في سنين غابرة
يتحدث الحاج "عذاب آل حجي علي" زوج ابنتها واقاربها وجارها عن تلك السيدة التي تعشق الامام الحسين (عليه السلام) وربت اجيالا كثيرة على هذا الطريق لوكالة نون الخبرية قائلا ان" الحاجة " كاظمية شنين" المعروفة بإسم "ام لفتة" الساكنة في منطقة "العبرات" التابعة لناحية "الطار" بمحافظة ذي قار والتي تبلغ من العمر حوالي (90) عاما، وحسب ما ينقل لنا آبائنا انها كانت منذ نعومة اظفراها تحيي الشعائر الحسينية وتخدم زوار الحسين (عليه السلام)، وهي من جاءت بنا الى طريق الوجود ومنهج ابي عبد الله في خدمة الحسين من خلال إقامة مجالس العزاء الحسينية في ذكرى واستشهاد الائمة الاطهار والسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وأهلها من اقدم سكنة هذه المنطقة وكانوا يمتهنون الزراعة وصيد السمك، وقد عاصرت مختلف الأزمنة والحكومات من الملكية الى الجمهورية والعارفية والبعثية وما بعد سقوط النظام المباد، ولم تنقطع في كل تلك الازمنة عن احياء الشعائر، وتعلمت الخدمة الحسينية واحياء الشعائر من والدتها التي كانت تحرص على اقامتها من جهة وتربية أبنائها على حب الحسين من جهة اخرى، وللحاجة "ام لفتة" ولدان وسبع بنات علمتهم جميعهم على احياء الشعائر وخدمة الزوار، بل وجميع ازواج بناتها كوننا من منطقة واحدة ونعيش مثل الاهل".

في الظلم والحرية
وفي حملات الطاغية المقبور ضد الامام الحسين (عليه السلام) وشعائره لم تنقطع او تترك "ام لفتة" عشقها لابي عبد الله وشعائره عن هذا الامر يتحدث "ابو جليل" قائلا" في تلك الأيام كان حضور جلاوزة الامن والبعث يوميا تقريبا ويطلقون التهديدات والتعليمات حتى وصل الحال الى منع الرايات واستعمال مكبرات الصوت او حتى إقامة العزاء بحضور حاشد، ولكننا كنا نقيم مجالس العزاء واللطم داخل المزارع بالخفية، والنساء أيضا يقمن المجالس العزائية وخاصة "ام لفتة" التي تقيم مجالسها داخل بيتها بحضور "ملاية" وتقرأ اللطميات داخل البيوت وتطبخ الطعام وتوزع الطعام، وهي لا تقرأ او تكتب ولكن عندها حب فطري للإمام الحسين (عليه السلام) وقضيته العادلة، اما عندما ازاح الله نظام الطاغية المقبور فهبت الحشود المليونية لأداء زيارة الاربعينية سيرا على الاقدام من البصرة الى كربلاء المقدسة، وكانت الشعائر تقام في منطقتنا في حسينية واحدة ويجتمع كل أهالي المنطقة فيها ونوزع فقط الكعك والشاي، وكانت تحفزنا وتلح علينا الى حضور المجالس وتقديم المزيد من الخدمات للزوار، وفي العام الثاني اقترحت علينا الحاجة "ام لفتة" ان ننصب موكبا في نزلت الطار، وهي ارض ترابية جرداء تقصدها "المشاية" نزولا من الشارع العام الى المنطقة الترابية ثم يعودوا الى الشارع العام مختزلين حوالي (3) كيلومترا من الطريق، وكان موكبها اول موكب ينصب في هذه المنطقة وما زال منذ (21) عاما، ونصبنا موكبا من القصب واشترى ابني خيمة وبقينا نحن وموكب آخر نخدم فقط لسنوات عدة في هذا المكان، وقدمنا الطعام من خلال استخدام مفردات البطاقة التموينية وذبح عجل واطعام الزائرين وشراء باقي المستلزمات من جيوبنا الخاصة وتقديم اللبن والحليب والدهن الحر والزبد من منتجات مواشينا، والى الآن ما زلنا نذبح في كل موسم عجلا ونطعم الزائرين، وكونها هي مؤسسة الموكب حضرت من اول يوم لتنصب لنفسها "وجاغ" الشاي وتقدمه بالهيل على نار الحطب".

زخم زبائن
بعد ان عرف الناس هذه التحويلة بالطريق والخدمة التي تقدم في هذين الموكبين تغير الحال ويقول عنه "ابو جليل" موضحا ان" الزوار اصبحوا يقصدوننا بالمئات فدعونا اقاربنا ومعارفنا لمساعدتنا في تقديم الخدمة واستمروا من ذلك اليوم معنا يخدمون الزائرين في الموكب، ودائما ما نلجأ للحاجة "ام لفتة" ونستشيرها واي مشكلة نواجهها تعطينا الحل ويكون هو الناجع كونها تخدم بإخلاص نية وفطرة سليمة، وبدأ الموكب بخدام لا يتجاوز عددهم (3 ــ4) وبعد ان التحق الاخوان والاقارب والجيران وابنائهم اصبح عدد الخدام حوالي (60) خادما، ونستمر بتقديم الخدمة من آخر شهر محرم الى العاشر من صفر أي لمدة (11) يوما، ثم نلتحق بالسير مع المشاية، ومع تلك الخدمة يقوم جميع أهالي المنطقة البالغ عددها بحدود (200) بيت باستضافة الزائرين من العراقيين والعرب والأجانب في بيوتهم اما للمبيت او لقضاء ساعات استراحة ونقدم لهم الاطعام والشراب والمنام وباقي الاحتياجات، وجميع افراد عائلاتنا هم خدام حسينيون تستنفر جهودهم في الزيارة الاربعينية، ورغم تقادم العمر وعدم استطاعة الحاجة "ام لفتة" من تقديم الخدمة لكنها تحضر يوميا لساعات ونحن نعتبرها بركة الموكب".