تراهم شعلة من النشاط والهمة منظمين ويحافظون على النظافة والترتيب، جاؤوا من اسطنبول ليسجلوا اسمائهم في سجل خدام زوار ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، ويقدموا طعام وشراب بنكهات تركية مشهورة، وهم يقيمون الشعائر الحسينية في بلدهم، ولكن للاربعينية وزوارها وثواب الخدمة فيها منازل عظيمة عند الله، لذلك اصروا على تقديم تلك الخدمة سنويا بمساعدة اخوتهم العراقيين.
بذرة وحصاد
وقف مسؤول موكب “فاطمة الزهراء” (عليها السلام) من مدينة “اغدر” في اسطنبول السيد “حسين الرضوي” يدير الامور ويعطي التوجيهات لرفاقه من خدام الموكب الآخرين ليقدموا عصيرا باردا للزائرين يبرد اجسادهم في اجواء تجتاز فيها درجات الحرارة درجة الغليان ويقول لوكالة نون الخبرية ان” الخدام في الموكب كانوا يأتون زائرين يشاهدون الخدمة الحسينية والعادات الكربلائية في البذل والعطاء، فاقترحنا ان نقيم موكبا ونوزع فيه الطعام والشراب في كل مناسبة تخص الائمة الاطهار من اهل البيت (عليهم السلام)، وتطورت الفكرة حتى وصلت الهيئة الى انها لا تقف عند حد معين وفي العام (2018) نصبنا اول موكب للخدمة في كربلاء المقدسة، وجعلنا الموكب يتوارث جيل بعد جيل لا يقف عند اشخاص بذاتهم، وحصلنا على هذا المكان في شارع السعدية بمساعدة اصحاب واهالي حسينية النجف الاشرف، كون احد خدام الموكب هو طالب في الحوزة العلمية وله علاقات مع عدد من اهالي النجف الاشرف، وباشرنا على الفور بالخدمة حيث نأتي من اسطنبول ونبقى بالسفر الى كربلاء لمدة يومين لحين وصولنا، ونقوم بنصب الموكب ونقدم الخدمة قبل (6) ايام من موعد الزيارة الاربعينية لتكون خدمتنا مع ذروة الزيارة عند وصول مشاية المحافظات”.
نكهات تركية
“حاولنا نقدم مهجنا لابي عبد الله” هكذا يصف “الرضوي” فرحتهم بمباشرة الخدمة قرب ضريح ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) ويضيف قائلا ” وقدمنا الشاي والمعجنات على الطريقة التركية، وكل عام نضيف شيئا جديدا من التراث التركي مثل العصائر وانواع من الكيك لكي لا يكون الطعام متشابه مع ما تقدمه باقي المواكب والهيئات الحسينية، وجميع الخدام هم من منطقة “اغدر” في العاصمة اسطنبول وهي المدينة التي تسكنها الطائفة الجعفرية في تركيا، ويشارك في الخدمة مختلف الاعمار من الشيبة والشباب والصبيان، من هيئة فاطمة الزهراء العزائية والخدمية التي تقيم الشعائر الحسينية من العزاء والمحاضرات الدينية ومجالس اللطم في ذكرى وفيات الائمة الاطهار (عليهم السلام) وينصبون خيمة كبيرة ويوزعون الطعام والشراب، وكانت بدايتنا في الخدمة بمدينة كربلاء المقدسة (5) اشخاص فقط، ووصل العدد الآن الى (25) خادم حسيني وهو في تزايد، وللموكب اثر طيب في مدينة “اغدر” كونه كان الوحيد الذي ينصب في عزاء ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) وباقي الائمة الاطهار، وكان البذرة لزرع ثقافة اقامة المواكب ومنه تأثر الآخرون ونصبوا مواكب في عاشوراء والاربعينية، وهنا في كربلاء المقدسة كان نصب الموكب يشكل مفاجئة وصدمة لكثير من الزائرين الذين لم يتوقعوا ان يروا موكبا تركيا يخدم زوار الحسين (عليه السلام)، ونقدم الخدمة في هذا العام بسبب ارتفاع درجات الحرارة من صلاة الفجر الى ان تنتهي المواد التي نقدمها للزائرين، ومنذ سبع سنوات نعمل من الصباح الى ما بعد منتصف الليل، وتمويل الموكب تكافلي بين اعضائه ودعم من متبرعين ميسورين، وبعض الذين يقدمون النذور او يطلبون الاجر والثواب، وقد لمسنا الكثير من الكرامات التي حصلت لخدام سيد الشهداء ومنهم شخص اصيب بمرض مستعصي وجاء هنا للخدمة وبعد عودته شفي تماما حتى ان الطبيب الذي يعالجه اندهش وصدم واكد ان ما حصل اعجازي، ويتكفل الموكب بتنظيم الزيارات لمراقد الائمة الاطهار في العراق وايران واقامة المجالس والمحاضرات بعد ان تنتهي الخدمة هنا في الموكب”.